أفضل أبياتي ٢
نُشرت في: — آخر تعديل في:هل تقرئين -خلودُ- ما لم أكتُبِ … أو تسمعين بكاءَ حرفي المطرِبِ
أو تُبصِرين -إذا ادّعيتُ تجلُّدًا- … مَّا لا يراهُ سوى الحبيبِ الأقربِ
إنّي أحِنّ إلى لقائكِ فاعلمي … ولقاؤنا -إن شئتِ- بعدَ المغربِ
كيما نُقِرَّ ُ -حبيبتي- عينَ الهوى … ونُغيثَ ُ قلبينا بقولٍ طيّبِ
وفِعالُنا أبدًا -كما علِمَ الهوى- … قد لفّها ثوبُ العفافِ المُعجَِبِ.
ها قد خلعتُ عباءةَ الأهواءِ … ونَسجتُ من طُهر الحروفِ ردائي
وتلوتُ في جُِنح الظّلامِ قصيدةً … أسرتْ فؤادَ الغادةِ الحسناءِ
فأجاءها وحيُ القصيدةِ بيتَنا … كيما تَعلّمَ ُ روعةَ الإلقاءِ
فزجرتُها ونصحتُها أن ترعويْ … وتُحاذرَ الإصغاءَ للشّعراءِ
فبكت إلى أن رَّقَّ قلبيْ َ للبُكى … وعلا نشيدُ الحبِّ في الأرجاءِ
وسمعتُ صوتًا لِّلأذان يـؤزُّني … فصحوتُ وحدي وارتديتُ حيائي
أَفِـرُّ منَ السّفيهِ وأَجْـتَويهِ … وأخشى من مُّجالَسة الثّقيلِ
وأُغضي -من حيائي- عن غزالٍ … كَحيلِ الطَّـرْفِ ممشوقٍ خجولِ
أَقصِرْ عنِ الشر المُبينِ ولا تكن … جهولًا فإنّي بالشّرور خبيرُ
ولا تَحسَِبنّي إن سكتُّ عنِ الأذى … عَيـيًّا وَّلكنّ الكلامَ خطيرُ
تَجاذَبني وحيانِ للحِلم والخَنا … فمالَ إلى الخير الحبيبِ ضميرُ
وطهّرتُ قلبي من تذكّر ذا الخنا … ولولا ادّكاري الحقَّ كِدتُّ أَجورُ
أتتني فحيّـتـني خلودُ وولّتِ … عليكِ سلامُ اللهِ ما دُمتِ خُلَّتي!
سئمتُ منَ الأنام ومن قريني … ومن سحر الغواني والمُجونِ
ومن كتب التراثِ وطولِ دربي … وإعجابي بأصناف الفنونِ
وأيـئـسَني الهوى من كلّ خيرٍ … وَّأَسلَمَني إلى سُود الظنونِ
"أحاول ما أحاول ثمّ آوي" … إلى الشكّ المُخـضّبِ باليقينِ!
وقفتُ مُسائلًا قلبي: لماذا … تغيّرتِ الأناسيْ من سنينِ؟
أذنـبًـا قد أتيتُ بغير علمٍ؟ … أَمَ انَّهمُ -بلا جُرمٍ- جَـفوني؟
أمِ انشغلوا كما انشغلت خلودٌ؟ … أمِ ارتابوا ولمّا يعرفوني؟
متى أَدَعِ التصابيَ يعرفوني … ويُـلفوني أخا بأسٍ مَّتينِ
ولمّا أن يَّـئـستُ منَ البرايا … غسلتُ القلبَ من حُـبّي الدَّفينِ
غسلتُ القلبَ في دَنٍّ عتيقٍ … وَّلم أُنـزَفْ براحٍ أَنْـدَريني
ولم أَرجُ الورى مِعشارَ شيءٍ … وَّلم أَحفِلْ بما عند الضَّنينِ
فليس الناسُ كالذهب المُصفّى … ولكن شابَـهم كَـدَرُ اللُّجَـينِ
وكنتُ أظنُّ أنّ الخيرَ باقٍ … وَّلكن خانني مكـرُ الحَـتينِ
وناسٌ لَّا ترى إلا عيوبي … وتَـذهَلُ عينُـهم عن كلّ زَيـنِ
بنيتُ لهم مِّنَ الأعذار صَرحًا … فخـرّ الصرحُ واندكّت حُصوني
يعيشُ المرءُ ما استغنى بخيرٍ … وَّيأتي الهمُّ من صوب الظنونِ